مصدر الصورة: موقع pexels
تصنيف الكويت الائتماني AA- من فيتش نظرة مستقرة مع إصلاحات هيكلية وخطط تمويل جديدة
تأكيد تصنيف الكويت الائتماني وسط تحديات النفط
في 5 سبتمبر 2025، أكدت وكالة فيتش التصنيـف الائتمانـي السيادي طويل الأجل للكويـت بالعملة الأجنبية عند AA-، مع نظرة مستقبلية مستقرة، مدعوماً بـ”قوة استثنائية في الميزانيات المالية والخارجية”. وفقاً لبنك الكويـت المركزي، يظل التصنيـف مقيداً بالاعتماد الكبير على النفط، حيث يُتوقع متوسط سعر النفط الكويتـي عند 69.9 دولار للبرميل في السنة المالية 2025 (انخفاض 11% عن 2024)، و66.1 دولار في 2026. كما أن الإيرادات غير النفطية (باستثناء الدخل الاستثماري) تبلغ 8% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، أقل من متوسط دول مجلس التعاون الخليجي البالغ 10.2%. أكثر من 80% من الإنفاق الحكومي ثابت، يشمل الرواتب والرعاية الاجتماعية، مما يعيق الإصلاحات الهيكلية، حيث تظل آفاق تقليل الاعتماد على عائدات النفط غير مؤكدة.
إصلاحات مالية: دخول أسواق الديون الدولية
بعد ثماني سنوات من الجمود، أقر مجلس الوزراء في مارس 2025 قانون الديون العامة الجديد، الذي يسمح بإصدار ديون تصل إلى 30 مليار دينار كويتـي (حوالي 98 مليار دولار) على مدى 50 عاماً، أي ما يعادل 60% من الناتج المحلي الإجمالي. في مايو 2025، أعلنت الحكومة خططاً لجمع ما يصل إلى 6 مليارات دينار (20 مليار دولار) خلال السنة المالية 2025/2026 عبر سندات محلية ودولية، لتخفيف الضغط على صندوق الاحتياطي العام وتطوير أسواق رأس المال. بدأ التنفيذ في يونيو 2025 بإصدار أول سندات محلية عامة بقيمة 500 مليون دينار (بما في ذلك سندات ومضاربات مرابحة لمدة عام واحد)، تلاها إصدار آخر في أغسطس رفع الإجمالي المحلي إلى 1.2 مليار دينار، محققاً 50% من هدف الاقتراض المحلي البالغ 2 مليار دينار. هذه الخطوة تُعتبر عودة استراتيجية إلى أسواق الديون العالمية، مع تخصيص 42 مليار دولار لـ370 مشروع تنموي في ميزانية 2025/2026، بما في ذلك مشاريع بنية تحتية رئيسية.
صناديق سيادية: تاريخ الكويت ومستقبل “كوت”
تُعد الكويـت رائدة عالمياً في إدارة الصناديق السيادية، حيث أنشأت أول صندوق في الخمسينيات قبل استقلالها، وتدير حالياً أصولاً تفوق تريليون دولار عبر الهيئة العامة للاستثثمار، بما في ذلك صندوق أجيال المستقبل (700 مليار دولار) وصندوق الاحتياطي العام. ارتفعت الأصول المدارة بنسبة 18.44% إلى 1.002 تريليون دولار في يوليو 2025، مع تركيز أكثر من 50% في الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. في يوليو 2025، طرحت وزارة المالية اقتراحاً لإنشاء “شركة كوت للاستثمار” برأس مال أولي 50 مليار دينار (164 مليار دولار)، تركز على الاستثمارات المحلية والإقليمية في الطاقة، النقل، البنية التحتية، والمدن الذكية، لتقليل العبء المالي على الميزانية بنسبة 30% وتوليد إيرادات سنوية تصل إلى مليار دينار بحلول 2030. يُتوقع جذب 10 مليارات دينار استثمارات أجنبية وخلق 50 ألف فرصة عمل، مع بدء العوائد في 2029 ونقطة التعادل في 2030. ومع ذلك، نفت الحكومة في أغسطس 2025 استحداث الصندوق والمبالغ المرصودة له، مما أعاد إحياء الجدل حول جدواه، خاصة بعد فشل اقتراحات سابقة مثل “سيادة” و”رؤية الكويـت 2035″ (التي لم تحقق أياً من أهدافها السبعة منذ 2017)، وصندوق المشاريع الصغيرة الذي تكبد خسائر أكلت رأس ماله البالغ ملياري دينار. يعارض خبراء مثل شركة الشال الاستشارية الأهداف غير الواقعية، مع عوائد متوقعة لا تتجاوز 2% سنوياً، بينما يدعم محللون مثل جنيد أنصاري من كامكو إنفست الاقتراح كخطوة لتسريع التنمية، مستفيداً من ارتفاع عقود المشاريع إلى 8.8 مليار دولار في 2024. أشرف على الدراسة الوزيرة السابقة نورة الفسام، وسط تغييرات متكررة في وزارة المالية (أربعة وزراء في عامين)، لكن غياب مجلس الأمة يسمح باتخاذ قرارات جريئة.
جذب الاستثمارات الأجنبية: خطوة بلاك روك نحو الخليج
أعلنت بـلاك روك، أكبر مدير أصول عالمي بـ11 تريليون دولار، في 8 سبتمبر 2025 عن فتح مكتب في الكويـت لتعزيز حضورها الخليجي، بعد حصولها على التراخيص اللازمة. عُيِّن علي القاضي، الذي يدير عملاء الكويـت وقطر منذ عامين، رئيساً للمكتب الذي سيقدم خدمات استشارية استثمارية، دعماً للعملاء، ومنصة ألادين التكنولوجية، متوافقاً مع “رؤية الكويـت الجديدة 2035”. يأتي هذا بعد زيارة الرئيس التنفيذي لاري فينك للكويـت في السابق، وعلاقات قوية مع هيئة الاستثمار الكويتية (مساهم رئيسي في بـلاك روك)، حيث تدير أصولاً إقليمية تفوق 100 مليار دولار. يعكس التوسع المنافسة مع الرياض وأبوظبي، لكن الكويـت تبرز بفرص التنويع الاقتصادي.
مصدر الصورة: موقع pexels
التحديات والفرص: نحو تنويع مستدام
رغم القوة المالية، تواجه الكويـت تحديات في الحوكمة والإصلاحات، مع قطاع عام كبير يشكل ضغوطاً طويلة الأمد. ومع ذلك، يدعم التصنيـف AA- والديون الجديدة الثقة، بينما يُتوقع نمو الأصول السيادية إلى 607% من الناتج في 2025. يُنظر إلى “كوت” وبـلاك روك كمحفزات للنمو، مع إمكانية جذب استثمارات إقليمية لتعزيز موقع الكويـت كمركز مالي.
جدول مقارنة الصناديق السيادية الخليجية الرئيسية (2025)
الصندوق/الدولة | قيمة الأصول (دولار) | التركيز الرئيسي | تاريخ التأسيس | ملاحظات رئيسية |
---|---|---|---|---|
هيئة الاستثمار الكويتية | 1.002 تريليون | خارجية (50%+ في الولايات المتحدة) | الخمسينيات | ارتفاع 18.44% في 2025؛ تشمل صندوق أجيال المستقبل (700 مليار). |
صندوق الاستثمارات العامة (السعودية) | غير محدد | تنويع محلي/دولي | 1971 | يركز على التنويع بعيداً عن النفط. |
جهاز أبوظبي للاستثمار (الإمارات) | غير محدد | استثمارات عالمية | 1976 | أحد أكبر الصناديق عالمياً. |
اقتراح “كوت” (الكويت) | 164 مليار (مقترح) | محلي/إقليمي (طاقة، بنية تحتية) | قيد المناقشة | نفي حكومي في أغسطس 2025؛ يهدف إلى 50 ألف وظيفة و10 مليارات استثمارات. |
جدول المؤشرات الاقتصادية الرئيسية للكويـت (2025)
المؤشر | القيمة/التوقع | الفترة | التعليق |
---|---|---|---|
تصنيف ائتماني (فيتش) | AA- (نظرة مستقرة) | سبتمبر 2025 | مدعوم بأصول خارجية 607% من الناتج. |
سعر النفط الكويتي المتوسط | 69.9 دولار/برميل | 2025 | انخفاض 11% عن 2024. |
الإيرادات غير النفطية | 8% من الناتج غير النفطي | متوسط | أقل من متوسط الخليج (10.2%). |
سقف الديون | 30 مليار دينار | على 50 عاماً | جمع 1.2 مليار محلياً حتى أغسطس. |
أصول الهيئة العامة للاستثمار | 1.002 تريليون | يوليو 2025 | ارتفاع 18.44% عن 2024. |
هذه التطورات تعزز الاستقرار الكويتي، مع التركيز على التنويع لمواجهة تقلبات النفط، وتُشير إلى انتقال استراتيجي نحو اقتصاد أكثر مرونة.