مصدر الصورة: موقع SPA
زيارة ناريندرا مودي للسعودية: تعزيز شراكة استراتيجية دفاعية واستثمارية متكاملة
في ختام زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى المملكة العربية السعودية، جرى الإعلان عن تعزيز التعاون الثنائي على مستويات متعددة شملت الدفاع والاستثمـار والطاقة والتكنولوجيا والثقافة، مع الاتفاق على استكمال مفاوضات اتفاقية الاستثمـار الثنائية وإطلاق مسار مفاوضات اتفاق التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي. كما اتفق البلدان على توسيع مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي-الهندي ليشمل لجاناً وزارية جديدة، وأعلنت الهند عن تقديرها لافتتاح مكتب لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في نيودلهي كنقطة محورية لتعزيز التدفقات الاستثمارية بين البلدين. بالإضافة إلى ذلك، جرى الاتفاق على دراسة إنشاء مصفاتين نفطيتين مشتركتين، والعمل على مشاريع ربط كهربائي إقليمي، وتعميق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والفضاء والأمن السيبراني.
زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى السعودية وتوطيد الشراكة الاستراتيجية
دخلت زيارة مـودي، التي بدأت في 22 أبريل 2025، ضمن إطار الاجتماعات السنوية لمجلس الشـراكة الاستراتيجيـة بين البلدين، وجرى خلالها بحث سبل تعميق التعاون في مجالات الدفاع والطاقة والاستثـمار والتكنولوجيا والثقافة.
تأسس مجلس الشراكـة الاستراتيجيـة السعـودي-الهندي في سبتمبر 2023 خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى نيودلهي، حيث تُوِّجت بالمشاركة في قمة مجموعة العشرين ورئاسة مشتركة لأول اجتماع للمجلس.
أهداف الزيارة
اتفق البلدان على إنشاء لجنة وزارية جديدة تعنى بالتعاون الدفاعي ضمن مجلس الشراكـة الاستراتيجيـة، لتعزيز التعاون في مجالات التدريب المشترك والصناعات الدفاعية والتقنيات العسكرية.
أكد البيان المشترك على استكمال مفاوضات اتفاقية الاستثمـار الثنائية في أقرب وقت ممكن، بهدف تبسيط إجراءات الاستثمـار وتوفير الضمانات القانونية للمستثمريـن من الجانبين.
تطرقا أيضاً إلى انطلاق مفاوضات اتفاقية تجارة حرة بين الهند ودول مجلس التعاون الخليجي، ما سيسهم في توسيع آفاق التبادل التجاري بين نيودلهي والرياض ودعم نمو صادرات القطاعات غير النفطية.
توسيع مجلس الشراكـة الاستراتيجيـة السعودي-الهندي
تشمل اختصاصات اللجنة الجديدة تطوير شراكـات في الصناعات الدفاعية المحلية، وتنظيم تدريبات عسكرية مشتركة، ودعم نقل التكنولوجيا الدفاعية بين البلدين.
تعزيز التبادل الثقافي والسياحي، وتسهيل إجراءات تأشيرات العمرة والحج للمواطنين الهنود، وتنظيم فعاليات ثقافية مشتركة لنشر التراثين السعودي والهندي.
تدفقات الاستثمار والاتفاقيات الرئيسية
بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 43 مليار دولار خلال عامي 2023 و2024، مما يجعل الهند أحد أكبر خمسة شركاء تجاريين للسعوديـة والعكس صحيح.
أعلن فريق العمل رفيع المستوى عن تفاهم لإنشاء مصفاتين للنفط في الهند عبر مشروع مشترك، ما يعزز أمن الطاقة الهندية ويوفر فرصاً استثماريـة لشركات الطاقة السعوديـة.
أعرب الجانب الهندي عن تقديره لافتتاح مكتب لصندوق الاستثمـارات العامة السعودي في نيودلهي ليكون نقطة محورية لتسهيل استثمـارات الصندوق، التي تركز على قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية.
تركز السعوديـة على تصدير التكنولوجيا وخبرات التكرير والبتروكيماويات للهند ضمن مشاريع مشتركة لتحقيق قيمة مضافة.
تشمل المشاريع المحتملة كذلك تطوير شبكات الاتصالات 5G والمدن الذكية والمحافظ الرقمية، تماشياً مع رؤية السعوديـة 2030 ومبادرة الهند الرقمية.
تشمل الشراكـة إنشاء مصانع للأدوية والمستلزمات الطبية، وتبادل الخبرات في التعليم العالي، وتعزيز الأمن الغذائي عبر تقنيات الزراعة الحديثة.
التعاون في قطاع الطاقة والأمن الغذائي
اتفق البلدان على العمل معاً لتحقيق التوازن في ديناميكيات السوق وضمان أمن إمدادات النفط الخام والغاز المسال، مع التركيز على إمدادات مستدامة وموثوقة للهند.
أكدا أهمية دفع مشاريع الهيدروجين الأخضر بما يشمل تحفيز الطلب وتطوير تقنيات النقل والتخزين وتنمية سلاسل التوريد للمساهمة في التحول للطاقة النظيفة.
التعاون في مجال الفضاء والتكنولوجيا
وقّعت الوكالتان مذكرة تفاهم للتعاون في الأنشطة الفضائية للأغراض السلمية، تشمل تبادل البيانات والتدريب المشترك على إطلاق الأقمار الصناعية.
تعمل دراسات مشتركة على دراسة ربط شبكة الكهرباء بين الهند والسعوديـة ودول الجوار لتعزيز أمن الطاقة وتحفيز التكامل الإقليمي.
التعاون في الشركات الناشئة والابتكار
اتفقت الحكومتان على تسهيل بيئة الشركات الناشئة من خلال إنشاء صناديق استثمـار مشترك وتبادل خبرات حاضنات الأعمال لدعم الابتكار وريادة الأعمال بين الشباب.
التعاون في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي
أكدا أهمية توسيع نطاق التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وأساليب حماية البيانات، عبر تبادل الأبحاث والتدريب وتقوية البنية التحتية الرقمية.




مصدر الصور: موقع SPA
تشكل نتائج هذه الزيارة علامة فارقة في العلاقات السعوديـة-الهندية، وتضع الأسس لتحقيق شراكـة استراتيجيـة شاملة ومستدامة عبر تعزيز التعاون في قطاعات الدفاع والطاقة والاستثمـار والتكنولوجيا والثقافة، بما يدفع نمو الاقتصادين ويسهم في الاستقرار الإقليمي.