مصدر الصورة: موقع reuters
ممر زنغزور طريق تجاري جديد يعيد رسم خرائط القوقاز
ممـر زنغـزور ليس مجرد طريق، بل هو مشروع استراتيجي يعيد تشكيل الجغرافيا السياسية والاقتصادية لمنطقة القوقـاز. هذا الممـر، الذي يمثل جزءًا أساسيًا من اتفاقيـة سلام بين أرمينيـا و أذربيجـان، يهدف إلى فتح مسارات تجارية جديدة بين آسيا وأوروبا.
الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للممر بمنطقة القوقاز
يمتد الممـر عبر إقليم سُيونيك الأرمينـي، رابطًا أذربيجـان بجمهورية “نخجوان” ذاتية الحكم. ويتميز الممر بقصر مسافته، حيث لا تتجاوز 43 كيلومترًا. يهدف هذا الطريـق إلى ربط طرق التجارة بين أوروبا وآسيا الوسطى عبر تركيا، مما يجعله مشروعًا متعدد الوسائط يخدم قطاعات النقل والطاقة.
تفاصيل الاتفاق والخلافات السابقة بين أذربيجان و أرمينيا
نصت هدنة عام 2020 على إنشاء ممرات عبور تحت إشراف روسي، لكن الخلافات حول سيادة الممـر ظلت قائمة. تمسكت أذربيجـان بمرور الممـر دون أي عائق أو إشراف من طرف ثالث، في حين أصرت أرمينيـا على بقاء أي طريـق تحت سيادتها.
تم حل هذا النزاع في اتفاق سلام جديد برعاية أمريكية، وتضمن الاتـفاق مشروعًا تجاريًا باسم “طريـق ترمب للسلام والازدهار الدولي” TRIPP. وفقًا للاتفـاق، سيتم تشغيل الممـر بموجب القانون الأرمنـي، على أن تقوم الولايات المتحدة بتأجير الأرض لاتحاد شركات للبنية التحتية والإدارة.



مصدر الصور: موقع reuters
المخاوف الإيرانية من ممر زنغزور كطريق تجاري
أعربت إيـران عن قلقها من هذا الممـر، واعتبرته تهديدًا لمصالحها الاقتصادية. تخشى إيـران من تراجع حجم تجارة الترانزيت وإيراداتها، حيث تُعد حاليًا أحد الممرات الرئيسية لنقل البضائع بين آسيا الوسطى وأوروبا. كما أن الممـر قد يحرمها من منفذها البري الطبيعي إلى جنوب القـوقاز، مما قد يجعلها تعتمد على أذربيجـان في تجارتها مع القـوقاز وروسيا وأوروبا. ورغم هذه المخاوف، تراجعت إيـران لاحقًا عن انتقاداتها، مشيرة إلى أن مطالبها قد روعيت في الاتفـاق.