مصدر الصورة: موقع saudiexchange
سوق التوريق السعودي: فرص وتحديات
أعلنت هيئة السوق المالية السعودية انتهاء مهلة استقبال الملاحظات على مسودة تعديل قواعد الكيانات ذات الأغراض الخاصة SPV، فيما يُعدّ استكمالاً لجهود المملكة لتأسيس سـوق توريـق قوي يتيح تمويل المشاريع الكبرى ضمن رؤية 2030. وتُظهر الوثيقة المقترحة أن الهدف الأساسي هو تعزيز جاذبية هذه الكيانات لإصدار أدوات الدين والوحدات الاستثمارية عبر تحسين الحوكمة وتطوير الإجراءات وتمكين عمليات التـوريق.
آليات التوريـق فصل الأصول وتحويل القروض
تُتيح آليات التوريـق المقترحة تجميع أنواع متعددة من القروض، بدءاً من الرهون العقارية إلى قروض المستهلكين وقروض الشركات الصغيرة والمتوسطة، ثم نقلها إلى كيان ذي غرض خاص SPV لبيعها على شكل أوراق مالية شبيهة بالسندات للمستثمرين، ما يساهم في فصل الأصول عن الميزانية الأصلية وتقليص مخاطر الائتمان على البنوك.
تقديرات حجم سوق التوريق السعودي مقارنة بإسبانيا وأوروبا
يُتوقع أن يتجاوز حجم سـوق الأوراق الماليـة المدعومة بالأصول في السعودية ما حققته إسبانيا، حيث بلغ حجم الإصدارات في السوق العامة الإسبانية نحو 8 مليارات يورو (ما يعادل 9.1 مليار دولار) خلال العام الماضي، وفق بيانات جمعتها بلومبرغ. وللمقارنة، صدر في أوروبا ما مجموعه 244.9 مليار يورو من أدوات التوريق خلال عام 2024، بزيادة قدرها 14.8% عن عام 2023، مما يبرز الإمكانات الضخمة للسوق السعودي عند اكتمال الإطار التنظيمي المناسب.
تطوّر سوق الدين السعودي خلال العقد الماضي
على مدى السنوات العشر الماضية، شهد سوق الدين السعودي نمواً ملحوظاً، إذ ارتفع حجم الإصدارات العامة من السندات والقروض من مستويات شبه معدومة عام 2012 إلى نحو 84 مليار دولار في 2024، مما يمهد الطريق أمام طفرة جديدة في قطاع الأوراق الماليـة المدعومة بالأصول.
مصدر الصورة: موقع REUTERS
مبادرة الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري
وفي خطوة موازية، أعلنت الشركة السعوديـة لإعادة التمويل العقاري، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، عزمها محاكاة نموذج فاني ماي الأميركي لتطوير سوق الرهن العقاري ودعم عمليات التوريـق العقاري، بالتعاون مع خبراء عالميين مثل بلاك روك.
الفوائد الأساسية للتوريق على البنوك
توفر عمليات التوريـق عدة فوائد للبنوك، أبرزها تحرير السيولة من الميزانيات العمومية، مما يمكنها من تمويل مشاريع أكبر وتوسيع حجم القروض دون الإخلال بمعدلات كفاية رأس المال، إضافة إلى تنويع مصادر التمويل وتقليل الاعتماد على الودائع التقليدية وجذب استثمارات محلية وعالمية إلى قطاع الدين السعودي.
دور شركات التكنولوجيا المالية في تعزيز التوريـق
على صعيد التكنولوجيا المالية، تعتبر شركات مثل تابي و تمارا مرشحةً مثالية لتبني هيكلة التوريـق، لا سيما في منتجات “اشترِ الآن وادفع لاحقاً” وقروض المستهلكين، حيث تعتمد على تدفقات نقدية متكررة تصلح لأن تكون أساساً لأدوات مالية مدعومة بالأصول.
مصدر الفيديو: موقع youtube
ختاماً، يمثل السوق السعودي للتوريق فرصة استراتيجية لتمويل رؤية 2030 وتوسيع قاعدة التمويل بعيداً عن القنوات التقليدية، ويستلزم نجاحه إصدار الأنظمة بسرعة، تعزيز الشفافية، و تفعيل الشراكات مع مؤسسات دولية رائدة لضمان جذب المستثمرين وتحقيق نمو مستدام.