تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت زيارة نائب الرئيس هان جينغ وآفاق التعاون التنموي في 2025

تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت زيارة نائب الرئيس هان جينغ وآفاق التعاون التنموي في 2025

#إيست توداي                                                                                                                                      مصدر الصورة: موقع SPA

تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت زيارة نائب الرئيس هان جينغ وآفاق التعاون التنموي في 2025

  • يبدو أن زيارة نائب الرئيس الصيني هان جينغ إلى الكويت في أوائل نوفمبر 2025 ستعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مع التركيز على المشاورات السياسية وتنفيذ الاتفاقيات التنموية.
  • يؤكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح أهمية التعاون مع الصين لدفع المشاريع التنموية الكبرى، وسط علاقات تاريخية قوية تشمل تجارة بلغت 22.39 مليار دولار أمريكي في 2023.
  • تشير الدلائل إلى أن الشراكة قد تؤدي إلى تعزيز الاستثمارات، حيث بلغ الاستثمار الصيني المباشر في الكويت 554 مليون دولار بحلول مارس 2023، مع مشاريع كبرى مثل مدينة الجنوب سعد العبدالله السكنية بقيمة 6.8 مليار دولار.

تفاصيل الزيارة ومشاورات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت

 

من المتوقع أن يزور نائب الرئيس الصيني هان جينغ الكويت في بداية نوفمبر 2025، مصطحباً وفداً رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع القيادة الكويتية العليا. ستشمل المشاورات السياسية مناقشة العلاقات الاستراتيجية التاريخية وتعزيز التنسيق لتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الحكومتين، بهدف تحقيق المشاريع التنموية في الكويت. هذه الزيارة تأتي في سياق شراكة استراتيجية أقيمت عام 2018، مع تركيز على مبادرة الحزام والطريق الصينية التي انضمت إليها الكويت كأول دولة في الشرق الأوسط.

تأكيدات القيادة الكويتية على مواصلة تطوير استثمارات اقتصادية واعدة

 

أكد رئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح أهمية مواصلة الجهود لتحقيق أهداف المسيرة التنموية تحت قيادة أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. يركز على استمرار تنفيذ المشاريع الكبرى وفق الخطط، مع ترحيب دائم بتعزيز التعاون مع الصين لفتح آفاق شراكات في الاستثمار والاقتصاد والتجارة والصناعة. كما وجه لجنة المتابعة الوزارية بدعم تنويع الاقتصاد وتنمية القطاعات الواعدة من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية والشركات.

السياق الاقتصادي والتنموي في ظل علاقات صينية كويتية مميزة

 

تشهد العلاقات بين الصين والكويت نمواً مطرداً، حيث بلغ حجم التجارة 30 مليار دولار في 2022، و22.39 مليار دولار في 2023. الصين أكبر شريك تجاري للكويت، وتمثل 19.8% من وارداتها حتى الربع الثاني من 2024. يركز التعاون على النفط (93% من صادرات الكويت إلى الصين عام 2023) والاستثمارات، مع 40 مليار دولار استثمارات كويتية في الصين.

العلاقات الاستراتيجية بين الصين والكويت مبادرة الحزام والطريق

 

في سياق تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الصين والكويت، يأتي إعلان زيارة نائب الرئيس الصيني هان جينغ إلى الكويت في أوائل نوفمبر 2025 كخطوة هامة نحو تعميق الشراكة السياسية والتنموية. هذه الزيارة، التي ستشمل مباحثات عالية المستوى مع القيادة الكويتية، تتناول العلاقات التاريخية الاستراتيجية وتعزيز التنسيق لتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الحكومتين، بهدف تحقيق المشاريع التنموية الكبرى في الكويت. ومع ذلك، فإن هذه الزيارة ليست حدثاً معزولاً، بل جزء من تاريخ طويل من التعاون الذي بدأ رسمياً في 22 مارس 1971، عندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مما فتح أبواب التعاون في التجارة والاقتصاد والثقافة والمجالات الاجتماعية والسياسية.

 

من الناحية التاريخية، ساهمت الصين في دعم الكويت خلال أزمات كبرى، مثل تحرير الكويت عام 1991، والربيع العربي عام 2011، والصراع العربي الإسرائيلي الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023. كما قدمت الكويت مساعدات طبية بقيمة 3 ملايين دولار إلى الصين خلال جائحة كوفيد-19، بينما قدمت الصين مساعدات طبية مقابلة وفرق طبية مستمرة في مجمع مستشفيات الصباح منذ 1973. وفي عام 2018، أصبحت الكويت أول دولة في الشرق الأوسط تنضم إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، مما رفع مستوى العلاقات إلى “شراكة استراتيجية صينية كويتية”. تم تعزيز ذلك بلقاءات بين أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والرئيس الصيني شي جين بينغ في ديسمبر 2022 وسبتمبر 2023، بالإضافة إلى قمة الصين-دول الخليج وقمة العرب-الصين في الرياض، التي حددت أربعة مجالات شراكة رئيسية: الثقة السياسية والتضامن، تنفيذ مبادرة التنمية العالمية وأجندة 2030، الأمن والحوار، والازدهار الثقافي. كما قدم صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية 40 قرضاً بقيمة مليار دولار إلى الصين في قطاعات النقل والزراعة والطاقة من 1982 إلى 2023.

 

اقتصادياً، تكمل اقتصادي الكويت والصين بعضهما البعض، مع تعاون عميق في القطاعات التقليدية مثل النفط والغاز والكهرباء والبناء، بالإضافة إلى المجالات الناشئة مثل الاتصالات الرقمية والتجارة الإلكترونية وإصلاح التربة. الصين أكبر شريك تجاري للكويت وتاسع أكبر مصدر للنفط الخام، بينما الكويت أكبر وجهة تصدير للنفط الخام الصيني. تمتلك الكويت سفارة في بكين وقنصليات في شنغهاي وغوانزو وهونغ كونغ، بالإضافة إلى مكتب استثمار كويتي ومكتب بترول كويتي في شنغهاي. افتتح البنك الوطني الكويتي فرعاً في شنغهاي عام 2017، وأنشأت هيئة الاستثمار الكويتية أول مكتب خارجي لها في شنغهاي عام 2018، تلاها استثمار بقيمة 200 مليون دولار في سكة حديد جينان-تشينغداو السريعة عام 2019.

 

شهد حجم التجارة نمواً مطرداً منذ الشراكة الاستراتيجية عام 2018، حيث تجاوز 30 مليار دولار في 2022 (زيادة 42.3% عن العام السابق)، ووصل إلى 22.39 مليار دولار في 2023 رغم تقلبات أسعار النفط. تمثل واردات الكويت من الصين 19.8% من إجمالي الواردات حتى الربع الثاني من 2024 (بقيمة 467,917 ألف دينار كويتي). تهيمن صادرات الكويت إلى الصين على النفط الخام، بقيمة 21.3 مليار دولار في 2022 (من 108 ملايين دولار في 1995، بنمو سنوي 22.2% على مدى 27 عاماً)، حيث يشكل النفط 93% من صادرات السلع الكويتية في 2023. انخفض صافي الصادرات من 28% من الناتج المحلي الإجمالي في 2022 إلى 19% في 2023 و17% في 2024، مع نمو سالب بنسبة -7.3% في 2023 و-5.5% في 2024، متوقعاً التعافي إلى 9.5% في 2025.

 

 
السنةحجم التجارة (مليار دولار أمريكي)نسبة الزيادة السنوية (%)نسبة النفط من الصادرات الكويتية (%)
202230+42.3غير محدد
202322.39غير محدد93
2024 (حتى Q2)غير محددغير محددغير محدد
 

بلغ الاستثمار الصيني المباشر في الكويت 554 مليون دولار بحلول مارس 2023 (زيادة 20 ضعفاً عن 2018)، مما يجعل الصين الثانية في مصادر الاستثمار الأجنبي. تعمل أكثر من 40 شركة صينية في الكويت، بينما تبلغ استثمارات الكويت في الصين حوالي 40 مليار دولار. في 2024، استثمرت شركة سينوهيدرو 51 مليون دينار كويتي. في قطاع النفط والغاز، بلغت مشاريع الصينيين 4 مليارات دولار (11% من الإجمالي)، مع إكمال 28 مشروعاً بقيمة 31,058 مليون دولار (48% من القطاع) خلال العقد الماضي، ومشاركة في 15 مشروعاً جارياً بقيمة 2,500 مليون دولار. في البناء، أكملت الشركات الصينية أكثر من 30 مشروعاً بقيمة 12,517 مليون دولار منذ 2004، وتشترك في 14 مشروعاً جارياً بقيمة 10,697 مليون دولار (25% من القطاع)، وستة مشاريع في مرحلة التنفيذ بقيمة 240 مليون دولار.

 

تشمل المشاريع الكبرى ميناء مبارك الكبير، حديقة الشقايا للطاقة المتجددة، مقر البنك المركزي الكويتي (بنته شركة الصين للهندسة الإنشائية)، مشروع مدينة جنوب سعد العبدالله السكنية (بقيمة 6.8 مليار دولار، تسع 150,000 شخص)، مدينة المطلع السكنية (بقيمة جزء من 353 مليون دينار كويتي)، مشاركة هواوي في شبكة 5G، خدمات سينوبك في النفط، مدينة الحرير (بقيمة 86 مليار دولار مدعومة من الصين). ارتفع إنتاج المنتجات المكررة 40% في 2023 إلى 1.15 مليون برميل يومياً، متوقعاً 14% نمواً في 2024 بفضل مصفاة الزور. اكتشفت احتياطيات جديدة في حقل النخثة البحري في يوليو 2024: 2.1 مليار برميل نفط خفيف و5.1 تريليون قدم مكعب غاز.

يغطي التعاون الحالي الاستثمار والطاقة والبنية التحتية والحوكمة البيئية والاقتصاد الرقمي، وفق خطة التعاون الخمسية 2024-2028 الموقعة في سبتمبر 2023. المجالات الرئيسية تشمل النفط والغاز (واردات صينية بقيمة 24.3 مليار دولار في 2022)، البنية التحتية (نمو 3.9% في 2024 و3.4% في 2025)، الطاقة المتجددة، الخدمات المالية (فرع البنك الوطني في شنغهاي)، الاقتصاد الرقمي (مساهمة هواوي في 5G)، إصلاح التربة وإدارة المياه، والتبادلات الثقافية عبر مركز الثقافة الصيني (افتتح سبتمبر 2023) وجمعيات الكويت الصينية (تأسست 2015).

 

أما المستقبل، فتركز الخطة على ربط مبادرة الحزام والطريق برؤية الكويت 2035، مع التنسيق السياسي، الاتصال بالمرافق (سكك حديد، موانئ، معايير رقمية)، تسهيل التجارة (اتفاق تجارة حرة صيني-خليجي)، التكامل المالي (تعاون نقدي)، والروابط الشعبية (صحة، ثقافة، سياحة). يتوقع نمو اقتصاد الكويت 2.8% في 2024 (الناتج المحلي الإجمالي 137.2 مليار دولار، مقارنة بـ134.1 مليار في 2023؛ معدل نمو مركب 1.5% إلى 149.9 مليار بحلول 2030)، مع نمو غير نفطي 2.1-2.5% سنوياً. يتوقع تضييق الفائض في الحساب الجاري من 31.4% من الناتج المحلي في 2023 إلى 30.6% في 2024. تشجع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية (KDIPA) التوطين، كما شكلت لجنة في فبراير 2024 للإشراف على الاتفاقيات مع الصين، برئاسة وزير المالية. تشمل الخطط الثقافية توسيع دورات اللغة الصينية (في جامعة الكويت، اختبارات HSK؛ 70% طلاب غير صينيين)، مهرجانات، أحداث رياضية، وترويج السياحة (أربع رحلات أسبوعية؛ آلاف الزوار الكويتيين في 2023). في القطاع المالي، نمو أقساط التأمين إلى 1.5 مليار دينار كويتي بحلول 2032 (معدل 3.2% سنوياً)، وإدارة أصول عبر هيئة الاستثمار الكويتية (708 مليار دولار أصول). كما يشمل تحسين البيئة التجارية إلغاء نظام الوكالة واستئناف تأشيرات العائلة.

 

 
 
القطاعالاستثمارات المنجزة (مليون دولار)المشاريع الجارية (مليون دولار)المشاريع المستقبلية (مليون دولار)
النفط والغاز31,0582,500غير محدد
البناء/البنية التحتية12,51710,697240
الطاقة المتجددةغير محددغير محددغير محدد
الاقتصاد الرقميغير محددغير محددغير محدد

ختاما، تعكس زيارة هان جينغ والمشاورات السياسية التزاماً مشتركاً بتعزيز التعاون التنموي، معتمدين على أساس تاريخي قوي وأرقام اقتصادية مشجعة، مما يمهد لشراكة أقوى في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *