الأزمة الهيكلية كشف النقاب عن تحديات التمويل والحوكمة التي تعيق التقدم

الأزمة الهيكلية كشف النقاب عن تحديات التمويل والحوكمة التي تعيق التقدم

مصدر الصورة: موقع pexels

الأزمة الهيكلية كشف النقاب عن تحديات التمويل والحوكمة التي تعيق التقدم

تشخيص الفجوة من الأهداف إلى التنفيذ و التقدم

 

إن فشل الأجندة العالمية في تحقيق أهدافها بحلول عام 2030 ليس مشكلة في الأهداف بحد ذاتها، بقدر ما هو مشكلة هيكلية تتعلق بغياب “الآليات النظامية المضمونة تنظيميًا وماليًا” لتحقيقها. إن مجرد تحديد الأهداف لا يكفي، بل يجب أن يقترن بوضع أطر تنفيذ فعالة وموارد كافية. يهدف هذا التقرير إلى الغوص في الأسباب الجذرية لهذا الفشل، مع التركيز على الأبعاد المالية ومسائل الحـوكمة التي تمثل العوائق الرئيسية أمام تحقيق التقدم.

الفجوة التمويلية حجم الأزمة و تحديات التمويل

 

أحد أبرز التحديات التي تعيق تقدم أهداف التنمية المستدامة هي الفجوة التمويلية الهائلة. تواجه البلدان النامية احتياجات استثمارية كبيرة ومعقدة لتحقيق الأهداف. لقد تم تقدير هذه الفجوة بنحو 500 مليار دولار سنويًا على الصعيد العالمي. وفي البلدان العربية وحدها، تُقدر الفجوة التمويلية بنحو 660 مليار دولار سنويًا في 12 دولة متوسطة ومرتفعة الدخل. هذه الأرقام الصادمة توضح حجم الأزمة التي لا يمكن تجاهلها.

تتحمل البلدان النامية “وطأة إخفاقنا الجماعي” في الاستثمار في أهداف التنمية المستدامة، حيث تواجه فجوة تمويلية ضخمة وهي تئن تحت وطأة “أعباء ديون ثقيلة”. في أعقاب جائحة كوفيد-19، شهدت هذه البلدان زيادة غير مسبوقة في الديون الخارجية، وهو ما يحد بشكل كبير من حيزها المالي للإنفاق على الخدمات الأساسية وخطط التنمية. هذه الديون، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، تجعل من الصعب على هذه البلدان تعبئة الموارد اللازمة.

يوضح الجدول التالي تفكيكًا لمشكلة التمويل إلى مكوناتها، مما يساعد على فهم أعمق للتحديات ووضع حلول مستهدفة.

مصدر التمويل المحتملالتحدي/الفجوةالبيانات الداعمة 
الاستثمار الخاصانخفاض إصدار السندات المستدامة (<3%)في 12 بلدًا عربيًا، الفجوة 660 مليار دولار سنويًا؛ تواجه عوائق مثل عدم الاستقرار والقوانين غير الفعالة. 
التمويل العام الداخليضعف تحصيل الضرائب وهدر الإنفاقحوالي نصف الإنفاق على الاستثمار العام يتم هدره في البلدان النامية. 

 

الأزمة الهيكلية كشف النقاب عن تحديات التمويل والحوكمة التي تعيق التقدم

مصدر الصورة: موقع pexels

أزمة الحوكمة العالمية والمحلية ـ الأزمة الهيكلية                  

إن غياب الآليات المضمونة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة يمثل انتقادًا جوهريًا، حيث يشير إلى أن المشكلة أعمق من مجرد نقص في الموارد. لقد أصبح من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى “إصلاحات في الحـوكمة العالمية“. يعتمد التقدم في تحقيق الأهداف على قدرة المؤسسات الحكومية، بصفتها أكبر مزود للخدمات، على “إعادة تعريف رؤيتها وأدوارها ووظائفها” لتكون أكثر كفاءة ومساءلة.

 

في حين أن هناك آليات مبتكرة مثل السندات المستدامة التي تهدف إلى جذب رأس المال الخاص لتمويل التنمية ، إلا أن حجم إصدارها في البلدان النامية لا يزال ضعيفًا، حيث يشكل أقل من 3% من إجمالي الإصدارات العالمية. هذا يبرز وجود عوائق هيكلية تمنع تفعيل هذه الأدوات. كما أن الدعوات لتدعيم تحصيل الضرائب ورفع كفاءة الإنفاق العام ، رغم أنها قابلة للتحقيق، تتطلب إصلاحات جذرية في الحوكمة. هذا يؤكد أن الفشل ليس مجرد مسألة موارد، بل هو فشل في “العقد الاجتماعي” والسياسات على المستويين الوطني والدولي. إن الأزمـة تتطلب تحولًا في كيفية عمل الحكومات وتفاعل المؤسسات الدولية مع بعضها البعض ومع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *